يشير اسم Durban Poison إلى أنها سلالة جنوب أفريقية محلية وهي من سلالات الساتيفا النقيّة، ونبتتها لزجة ويمكنها التكيّف مع ظروف متعددة، وتحتوي على تتراهيدروكانابينول (THC) بنسبة تتراوح بين 15% إلى 25%.
لأفريقيا تاريخ طويل مع زراعة القنب، وعند مجيء الاستعمار الهولندي، كانت زراعة القنب شائعة في القارة، وكانت تحظى بشعبية راسخة لدى سكان جنوب أفريقيا المحليين الذين أطلقوا على نبتتها اسم “dagga”.
في السبعينات، أنتج المزارع الأمريكي “إد روزنتال” نبتة هذه السلالة باستخدام مجموعة بذور أحضرها من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم منح بعضًا من أفضل العينات الناتجة إلى زميله المزارع “ميل فرانك”، والذي عمل لاحقًا على تعزيز خصائصها الجينية لتحسين محتواها الصمغي وتقليل فترة إزهارها. وتكلّلت جهود “فرانك” بإنتاج الفرعين “أ” و”ب” من مجموعة البذور الأصلية، ثم نُقل الفرع “ب” إلى المزارع الهولندي “ديف واتسون” المعروف باسم Sam the Skunkman، والذي استمر في تقليل فترة إزهارها.
يتراوح حجم براعم Durban Poison بين المتوسطة إلى الكبيرة، وبنيتها كثيفة ومكتنزة كما هو الحال في سلالات الإنديكا، إلا أن لها شكل سلالة الساتيفا الطويل المدبب، وأوراقها خضراء ومدقّاتها برتقالية زاهية، وتكتسي زهورها بشعيرات بيضاء تمنحها لمعانًا خفيفًا وقوامًا لزجًا للغاية عند معالجتها. وعند فتح الزهور أو حرقها، فإنها تكون لاذعة جدًا وتصدر دخانًا كثيفًا.
تمنح Durban Poison متعاطيها نشوة فورية وواضحة ومركّزة، وهي نشوة دماغية بالكامل تقريبًا، ومن النادر أن يصاحبها شعور بالثقل أو رغبة في الاستلقاء، ما يجعل السلالة ممتازة للأنشطة الإبداعية. كما يشيع استخدامها في المناسبات الاجتماعية، حيث يقول متعاطوها إنها تشعرهم بالارتياح والرغبة في الثرثرة. ومن الناحية الطبية، يتعاطها البعض لمساعدتهم في حالات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.
Durban Poison هي سلالة قويّة جدًا، لذا فقد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، إذ يصف بعض متعاطيها شعورهم بنشاطٍ مفرط يؤدي بهم إلى الانفعال والتوتر، كما يمكن أن تصيب متعاطيها بجنون الارتياب أو فقدان السيطرة على أنفسهم. ولذلك فهي سلالة مناسبة للتعاطي خلال النهار، وعادة ما تدوم نشوتها ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات.
سلالة Durban Poison خيار ممتاز للمزارعين المبتدئين بفضل قوتها وخصائصها الجينية الرائعة التي أثبتت تميّزها على مرّ السنوات. يصل ارتفاع نبتة هذه السلالة إلى 12 قدمًا، ويمكن زراعتها خارجيًا في المناطق ذات المناخ الدافئ شبه الرطب، إذ ينبغي أن تتراوح درجة الحرارة اليومية بين 72 إلى 80 درجة فهرنهايت. وعند زراعتها داخليًا، ينبغي على المزارعين تحديد طولها بثني فروعها وتشذيبها في بداية مرحلة الإنبات. وتزهر هذه السلالة سريعًا خاصةً بالمقارنة مع سلالات ساتيفا الأخرى، إذ تنضج خلال نحو ثمانية أو تسعة أسابيع عند زراعتها داخليًا، وتنتج كمية قنب أكبر من المتوسط.
Durban Poison لها رائحة حلوة مشابهة لرائحة الحشيش وتحتوي على كثير من الصمغ، وعادة ما تُقارن بقهوة الإسبريسو، وتمنح متعاطيها نشوة قويّة يمكنهم الاستمتاع بها مجتمعين أو منفردين.
